الصفحة الرئيسة لموقع الدكتور عمر الطالب

 

غنـاء الأطفـال والباعـة والأناشيـد المدرسيـة

بقلم الأستاذ الدكتور عمر محمد الطالب

 

للأطفال نماذج عدة من الغناء منها:

*عندما ينقطع المطر يغني الأطفال استسقاء للمطر الأغنية الآتية:

 يا أم الغيث غيثينا لولا المطر ماجينا         حطو النا بالطبشه أصبح ولدكم يمشا

وحينما يتساقط المطر يغني الأطفال غير بالين بالبلل وهم في منتهى العادة والانشراح

مطر مطر حلبي عبر بنات الجلبي            مطر مطر شاشه عبر بنات الباشا

مطر مطر عاصي طول شعر راسي          يا ربي مطرها شبل العجوز وامطرها

ويلعب الأطفال لاختيار رئيس اللعبة وهم يغنون:

حجنجلي بجنجلي اركبت فوق العنجلي        ولقيت كبه كبتين صحت يا عمي يا حسين

هذا مكان السلطان                 مشيل رجلك يا رمضان

للأطفال العاب يغنون فيها أغاني خاصة مثل هذه الأغنية(يا حمصه يا زبيبه)

يا حمصه يا زبيبه                وقت العشا تشربيه

وتغني الطفلات وهن يلعبن أغنية(صبوا العدس)

صبوا العدس ما اصبوا واي واي           يغلي غلوي وكبو واي واي

وتغني في اللعبة ذاتها أغنية شبيهة بالأغنية التي سبقتها:

كشك وعدس ما حبو يويا            يغلي غلوي وصبو يويا

خواتي ما يغيدونو يويا              انعل أبو أبونو يويا

واطشو بالبلوعا يويا                ايد ججو مقطوعا يويا

واكتفي بهذا المقدار ومن يبغي المزيد يرجع إلى كتاب (لعب وأغاني الأطفال في الجمهورية العراقية) لحسين قدوري ففيه شرح واف مع نوتات لهذه الأغنيات ويستخدم الأطفال في غنائهم آلات موسيقية خاصة مثل الصفارة، والناي وزمارة الطفل وذات الخوار:وهي صفيحة خشبية يتراوح طولها بين 150-300م وعرضها 40م تحد حافتها وتشد بخيط طوله 100سم ويمسك الطفل بالخيط من نهايته وبحركة بيده ليدور القطعة الخشبية ونتيجة لاحتكاكها بالهواء تصدر صوتاً هادراً عند بلوغها سرعة معينة ويستخدمها المعلم حسب الحاجة وفي وقت محدد أو مقطع من النشيد.

الجزازة، الطبل، الدف، النقارة، الطبلة، الجلاجل والأجراس، الكاسات: وهي آنية تصنع من الخزف الصيني وتصدر أصواتاً جميلة عند ضربها بمضرب خشبي. الجميارات، الماشة، الخرخاشة، الصنج، الصينية، الطقطاقه، القشقوشة.

 

أغاني الباعة

كثيراً ما يغني الباعة وهم ينادون على سلعهم، وهذا الغناء يختلف باختلاف الأحياء واللهجات العديدة في الموصل مثل:

شعر البنات وين ادلي وين ابات، ابات عند العزبات

وشعر البنات نوع من الحلوى المحلية التراثية.

او ينادي بائع البيض على بضاعة وهو يغني:

بيض اللقلق علا وطار يبيض ببيت المختار، بيض اللقلق بيض، وطار اللقلق وكر ببيت المختار

ويغني بائع الحمص حجبا بضاعة:

لبلبي طيب وحار لبلبي

ويغني البائع المتجول مستحثا الأطفال على شراء حلواه:

كركري، بيع قميصك واشتري

 

الأناشيد المدرسية

في الوقت الذي سعت جمعية الأتحاد والترقي إلى نشر اللغة التركية في الوطن العربي وتنفيذ الخطط لتحقيق مثل هذا الهدف وأهدافهم الطورانية الأخرى بعد أن طالب العرب بحقوقهم التي قدرها مؤتمر باريس في 18-23/6/1913 فيما يختص بالإجراءات الإصلاحية في البلاد التي أكثر سكانها من العرب بجعل اللغة العربية اللغة الرسمية في دواوين الحكومة والحكم وإجراء التدريس باللغة العربية في المدارس، وفتح الكليات، وتقديم أبناء العرب في مناصب الدولة العالية وغير ذلك من الأمور المهمة، أقضت هذه المطاليب مضاجع زعماء الأتحاد والترقي فيفلت زمام العرب من أيديهم، ويلحقون بالعنصر الالباتي الذي لم يكن قد مضى على استقلاله مدة طويلة فيقضي على إمبراطوريتهم التي دب فيها الوهن والضعف. وبينما كان الوضع في مفتتح الحرب يغلي في البلاد العربية والدولة العثمانية كافة، ظهرت في العراق حركة قومية فألغوا جمعيات سرية لهذا الغرض، ومن جملة هذه الجمعيات في الموصل (جمعية العلم) وقد انتسب إليها شباب ينتمون إلى مهنة التعليم أمثال محمد رؤوف الغلامي مدير مدرسة دار العرفان الابتدائية ومحمد سعيد الجلبي ومحمود الملاح-وكان قد تبرع بتدريس التاريخ الإسلامي والعربي بصورة غير رسمية وبالمخازن-وكانت الحكومة قد نفذت وعدها بشأن التدريس في المدارس الابتدائية باللغة العربية فاهتبل هؤلاء الفرصة وقلبوا الأناشيد التركية المقررة في المدارس إلى أناشيد عربية حماسية قومية وكلفت هيئة التدريس بعض الشعراء بالموصل لنظم أناشيد ذات صيغة قومية ودينية وتاريخية تزرع في نفوس الطلاب الأمجاد التاريخية والتقاليد العربية، وكانت الأناشيد تنشد من قبل الطلاب قبل الدخول إلى الدرس الأول وقبل الدخول إلى الدرس الخامس الذي يبدأ بعد فترة الغداء في الساعة الثانية وأثناء تحية العلم كل يوم خميس بدلاً من الأناشيد التي كانت تلقى مثل نشيد العندليب:

سمعت شعراً للعندليب             تلاه فوق الغصن الرطيب

إذ قال نفسي نفس رفيعة          لم تهو الا حسن الطبيعة

عشقت منها حسن الربيع         أحسن بذاك الحسن البديع

أو نشيد اليمامة:

يمامة كانت بأعلى الشجرة      آمنة في عشها مستترة

وتبدل الحال إلى أناشيد وطنية قومية ودينية مثل نشيد محمود الملاح الذي يقول فيه وهو من نغم (الحجاز كاركرد)

نفسي الغداء لقوم    في الأرض كانوا نجوماً

إذ ابكيت عليهم              وما فلست ملوما

بالسيف والعدل سادوا       صينا وفرسا وروما

وكم اجازو أبحاراً          وكم نعدوا تخوما

وكم جلوا با لعوالي        من الضلال غيوما

إلى آخر النشيد

ونشيد (يا أمة فخرت) لداود الملاح آل زيادة، يقول فيه وهو من مقام الديوان:

يا أمة فخرت أم العلى فيها                 أما لأبا منا يرجى تلافيها

أليس نحن الألى كنا دعاة الضيف          لنا ملوك الورى دانت مجد السيف

فكيف نفضي على هذا الردى والحيف     أبت بدا أمة جلّت معاليها

لهفي على ما مضى من عزنا الشامخ      حزني على ما انطوى من مجدنا الباذخ

شوقي إلى ما انمحى من علمنا الراسخ    أيام كانت لنا الدنيا بما فيها

إلى أخره

ونشيد (نار على أعدائنا) لقاسم الشعار، وهو من مقام (بهرزاوي) يقول فيه:

إلى متى يا قومنا، نحسو أفاويق العنا، تذكروا ما قد جرى، من الألى أسلافنا، قد خاضوا في أمواجها، حتى انجلى لها المنى، ما في بنى ماء السما، ان الهيجا ونا، يطر بها وقع الظبا، يثملها زج القنا، هذي العدى قد انشبت، اظفارها في مجدنا..الخ

وشاعت أناشيد كثيرة مثل (بلاد العرب اوطاني، نحن الشباب لنا الغد، تقدم أخي بالسلاح، عش خافقا في علو ايها العلم، الجيش سور للوطن، مرحباً جيشنا البطل، حتى نشيد (وطن مد على الأفق جناحه) والمهم في درس الموسيقى والنشيد، توفر الفرص أمام الأطفال لممارسة الغناء والعزف على الآلات وإن ما يميز درس النشيد والموسيقى، تنظيم العمل وصيفة الغناء والعزف الجماعيين والاصفاء للموسيقى التي تكسب درس النشيد والموسيقى خاصيه استثنائية: ويمكن تحديد أهمية تلك الصيغ وموقعها أثناء سير الدروس عامة وبجانب المهام التربوية التي تضطلع بها دروس النشيد فإنها تعد واسطة ناجعة لتفريغ جو الأطفال المشحون بشيء من التوتر الناشئ عن الجهود الفكرية التي يبذلها الأطفال لهضم المواد التربوية الأخرى وجدير بمعلم النشيد أن يجعل الأطفال يشعرون بقلوبهم تطفح بمشاعر حية ورضا ورغبة في مواصلة الموسيقى والنشيد وأن يجعل الأطفال يتعاطفون وجدا ينامع الدرس بحيث تفتح أمامهم أفاق الخيال وتوقظ فيهم الآمال والطموح وأن يجعل صوت كل طفل يتلألأ متناغماً مع أصوات زملائه الآخرين وأن يتحلى بالصبر لجعل علامات النوطة المبهجة تصوت في وعي الأطفال بصيغة أغنية أو نشيد والشائع في تعليم النشيد عملياً جعل التلاميذ يقرأون النص الشعري قراءة تعبيرية وينطبق ذلك بشكل غير مباشر على طرق تنمية موهبة لفظ الكلمات في درس القراءة، مما يساعد على تربية موهبة لقاء، النطق والتعبير في القراءة أيضاً وله تأثير غير ملحوظ على عملية استيعاب اللغة العربية لتعلقها بأعماق وعي الأطفال وتنمية وتربية السمع للتفريق بين النغمات وتسويتها والاستجابة لأدق التغييرات التي تطرأ على درجة الصوت، ونمو الحس بالإيقاع الموسيقى على الكلمة المنطوقة وكتابتها مما يساعد على إتزان كلام الأطفال بشكل طبيعي، كما يؤثر على إيقاعية نطقهم وكتابتهم للكلمات وقرأتهم للنصوص الشعرية، فضلاً عن تربية الصوت الغنائي وللإلقاء مما يؤكد الترابط الوثيق بين درس النشيد ودرس اللغة العربية.

 

مركز دراسات الموصل