موقع الدكتور عمر الطالب

 

 

 

المقدمة

 

ان الحضارة منجزات اقتصادية واجتماعية ودينية وسياسية وفنية وثقافية يحققها مجتمع ما في مكان معين في قرن مناسب من الزمن حيث يتاح لافراد المجتمع التفاعل مع البيئة ويواجهوا مشكلاتها بطريقة ابداعية خلاقة، وقد نظر الانسان الموصلي منذ زمن بعيد الى هذا الترابط وغدت مدينتهم مطمح الامال على الرغم من الصعاب التي حاصرت هذه المدينة العراقية من حروب والام وتنقل بين محتلين مستغلين وحكام جبابرة اتوا على ما في المدينة من خيرات ونعم ولم تنج من غزو الطبيعة فأصابتها الفيضانات وسنوات المحل وغزو الجراد والاوبئة المختلفة كالطاعون والكوليرا والملاريا والجدري والسل وامراض مختلفة وما خلفت فيها الحروب من محن وقتل وسلب منذ الصراع بين الامبراطوريتين الفارسية والبيزنطية وحتى الحروب الحديثة التي هي ضمن فترتنا كالحربين العالميتين الاولى 1914-1918 والثانية 1939-1945. والانقلابات المتتالية التي لم تصب المدينة بغير الدمار، مما سبب المجاعة، والقتل، والاستبداد وحروب الاستنزاف حروب الخليج الثلاثة 1980، 1991، 2003 مما ارجع الموصل والعراق كله الى العصور الوسطى من تضخم وحصار ومجاعة وانحراف خلقي وتلوث البيئة وانقطاع الكهرباء والعودة الى وسائل الاضاءة القديمة من الفسفوسة والشمعة واللمبة والفانوس واللوكس الى ندرة النفط في بلد يعوم على بحيرة نفط. وسحل وقتل وتفجير وخطف واغتصاب واحتلال وتعرض للاذى والجوع والبطالة. كل هذه المصائب حلت بالمدينة وهي تموت واقفة كالأشجار لعل حضارتها تعيد نسغ الحياة الى شجرتها الواقفة بشموخ.

ولم يكن تحرير موسوعة بهذه السعة لأعلام الموصل في القرن العشرين بالأمر السهل لولا انني بدأت بدراسة كل مناحي الحياة في الموصل منذ عودتي من التدريس في المغرب عام 1990 وقد انجزت سبعة وثلاثين كتاباً عن الموصل لم يظهر منها الا جزء واحد وهو كتاب (المؤلفون والكتّاب في الموصل في القرن العشرين) بمبادرة طيبة من مركز دراسات الموصل وجاءت المبادرة الثانية بتقديم هذه الموسوعة وكانت المبادرة جيدة. وقد يسأل متسائل ما اهمية مثل هذه الموسوعة وقد اصدر حميد المطبعي (موسوعة اعلام العراق في القرن العشرين) في ثلاثة اجزاء وقد يصدر الجزء الرابع؟ اجيب بأن جهد الاستاذ حميد المطبعي مبدع وفريد الا انه اعتمد على ما ارسله له الذين راسلهم من معلومات. وانما اعتمدت على ما توثقت منه. ولم يستطع ان يجمع كل الاعلام فقد فاته قسم منهم. بينما اعتمدت على معرفتي الدقيقة بمدينتي وكتبت عمن عرفتهم او تعرفت عليهم ولا ادعي انني لم انس احداً فالانسان نسّاء ولولا النسيان لما استطاع الانسان الاستمرار في الحياة. واخذ المطبعي عن الشخصية التي كتب عنها بشكل موجز حاولت ان أوازن بين الكتابة عن الشخصية وامكاناتها وانتاجها واهميتها. وهذا ما دفعني الى ترك المبدعين الشباب في الشعر والقصة والمسرح والفنون التشكيلية الى من سيتم المسيرة منهم. والحياة حركة والتوقف يعني الموت. والموصل التي جعلتها المصائب تقاوم منتصبة لم يتوقف شبابها عن الحركة والاستمرار. وانني اذ قمت بهذا العمل اعتزازاً مني بعلماء الموصل ومثقفيها وفنانيها ومبدعيها العاملين فيها في مجالات الادارة والسلطة والطب والهندسة والآثار والكتابة والتأليف والشعر والقصة والمسرح والفن على اختلاف انواعها.

واعتذر ان فاتتني بعض الاسماء فاذا كان قصور مني هو قصور ايضاً من اشخاص لم يعيروا اهتماماً لمثل هذا الموضوع وعدوه نوعاً من العبث على الرغم من اتصالي المستمر بهم. وعلى العكس من آخرين جاؤني بالمعلومات الى محل عملي او الى الدار وهم كثر فلهم مني جزيل الشكر. واعتذر للشباب لانني لم اتناولهم لسببين الاول انهم لم ينضجوا تماماً بعد والثاني اردت ان اترك لمن يرغب في خدمة مدينته ان يكمل ما بدأته وهو امر مشروع وتربوي في الوقت نفسه وهذا جزء من عملي ولا بد من القول ان هذه الموسوعة شملت عدة كتب الفتها ولم تر النور بعد: (الفن القصصي في الموصل) 1990، (سيناريو القصة في الموصل) نشر معظمه في جريدة نينوى2001-2002، (الحركة المسرحية في الموصل) 1992، (الشعر في الموصل) 1993، (النقد الادبي في الموصل) 1994، (النقد الفني في الموصل) 1995، (التعليم في الموصل) 1996، (رجال الدين في الموصل) 1996، (رجال الادارة في الموصل) 1997، وشمل رجال السلطة والرئاسة والاداريين والصحفيين) 1998، (الفنون في الموصل) 1998، (المؤلفون والكتّاب في الموصل) ثلاثة اجزاء1990-1999. (الغناء والموسيقى في الموصل) 1994. ومن هنا جاء بعض التداخل فهناك شخصيات متعددة المواهب والابداعات، لها وجود في اكثر من كتاب من هذه الكتب.

وادخلت ضمن الموسوعة كل موصلي في الاصل ترك الموصل لسبب من الاسباب وعمل في أي مدينة من مدن العراق او المدن العربية او الاوربية لأنه موصلي في اعتقادي انى ذهب واستقر. والموصلي: هو من كان من اسرة موصلية وان ولد خارج الموصل او ارتحل عنها سعياً وراء العيش.

وقد اخذت الشخصيات الموصلية حسب تاريخ ولادتها ونسبتها الى الموصل. حسب التقييم وبقيت في حدود هذا التصور الذي نفذته في كتابي (مختصر اعلام الموصل في العصر الحديث) صدر عام 2000، ولم اخرج عن نطاق القرن العشرين 1900-2000 الا في حالتين هما القس حنا حبش ونعوم فتح الله سحار مات الاول في اوائل العقد الاخير من القرن التاسع عشر ومات الثاني في اواسطه. لانهما رائدان من رواد المسرح لا في الموصل فقط بل في العراق برمته.

أرجو ان اكون قد اسديت خدمة لمدينتي و على الشباب اتمامها. وارجو المعذرة من الذين سهوت عن ذكرهم ومن المبدعين الشباب ولا سيما الشعراء الذين يصعب حصرهم.

 

والله ولي التوفيق

أ.د. عمر محمد الطالب

2005

 

 

 

حرف الألف - حرف الباءحرف التاء - حرف الثاء - حرف الجيم - حرف الحاء - حرف الخاء - حرف الدال - حرف الذال - حرف الراء - حرف الزاي - حرف السين - حرف الشين - حرف الصاد - حرف الضاد - حرف الطاء - حرف العين - حرف الغين - حرف الفاء - حرف القاف - حرف الكاف - حرف اللام - حرف الميم - حرف النون - حرف الهاء - حرف الواو - حرف الياء - الملحقات - المراجع - قائمة  لأسماء