نبذ مختصرة عن الكتاب

بقلم الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

       

 في سنة 1971 وعن مطبعة الأندلس، ببغداد صدر كتاب الأستاذ الدكتور عمر الطالب الموسوم: (( الفن القصصي في الأدب العراقي الحديث ، الجزء الأول الخاص بالرواية العربية في العراق)) . وقد أشار في المقدمة الى أنه، رحمه الله، أهتم بالموضوع لأسباب عديدة ، فضلا عن قلة ماهو متوفر في المكتبة العربية من دراسات وبحوث في تتناول هذا النمط من الأنواع الأدبية ، فأن الذين تعرضوا للكتابة عن المسرح العراقي والرواية العراقية ،واجهوا مشاكل عديدة معظمها يتعلق بعدم توفر النصوص، وضعف حركة النقد الجدي القائم على الثقافة العميقة المحيطة والحسابية الفنية والتنبيه الوجداني والتجرد من الهوى والميل.

لقد بذل المرحوم الدكتور الطالب جهودا مضنية، وطاف مكتبات كثيرة في أنحاء مختلفة من العراق، واتصل بالأحياء  من المؤلفين والمبدعين وبحث في الزوايا المهملة القديمة حتى استطاع العثور على كم هائل من مواد البحث والدراسة.. كما رجع الى الصحف  والمجلات المعاصرة  باعتبارها مصدرا أساسيا في هذا المجال .. وقد عد نفسه رائدا في مثل هذا البحث فلم يسبق لأي باحث عراقي أن كتب شيئا عن الرواية العراقية، في حين أن المسرح حظي باهتمام رائدين كبيرين هما الأستاذ الدكتور جميل سعيد في كتابه الموسوم: (( التيارات الأدبية في الأدب العراقي الحديث )) وصدر سنة 1954.والأستاذ الدكتور علي الزبيدي الذي بحثا بعنوان : (( المسرحية العربية في العراق)) نشره في مجلة الأقلام كما القي محاضرات في الموضوع ذاته على طلبه معهد الدراسات العربية العالية في القاهرة سنة 1967.

أكد الأستاذ الدكتور عمر الطالب أن المحاولات  الأولى في الرواية العراقية بدأت في أوائل القرن العشرين وقد بدأها سليمان فيضي في محاولته الروائية الأولى ( الرواية الايقاظية )، وكان للترجمة اثر كبير في ظهور الرواية. كما كان للقصص العربي في مصر ولبنان الأثر نفسه. ومما يسجل في هذا الإطار أن الرواية العراقية  تجاوبت تجاوبا عميقا مع المجتمع وحاجات الناس والظروف الوطنية والقومية وتطورت تطورا فنيا رائعا لهذا كان معظم كتاب الرواية العراقيين يحملون رسالة .. والرواية في العراق لم تخرج عن كونها رواية تاريخية أو رواية رومانسية أو رواية واقعية أو رواية وجودية .. وقد كان لهذه الأنماط رواد منهم سليمان صائغ، وداؤد سلوم، وبهنام وديع ،وأنيس زكي حسن،  ومحمود أحمد السيد، وذنون أيوب، وفؤاد التكرلي ، وغائب طعمه فرمان، وعبد الحق فاضل .نأمل في أن نستطيع يومنا نحن أو غيرنا توفير الكتاب الكترونيا .